26 مايو 2009

دعوة عامة: أمسية الطائي



كلما بكرتم في الحضور كلما زادت فرص حصولكم على نسخة من الكتاب "مجانا" مقدمة من منتديات الحارة العمانية.

12 مايو 2009

الحادث المروع ... والبدوية الحسناء!



كنت في طريقي متجها إلى "قرن العلم"، حيث مقر عملي في صحراء عمان القاحلة. كان الطريق - وهو نفس الطريق المؤدي إلى صلالة - طويلا و شاقا، غير أنه كان ممتعا لانعدام المعالم الطبيعية فيه، فلم تكن هناك جبال تحجب الرؤية ولا رمال تعكس ضوء الشمس ... فقط أٍرض فضاء باعوجاجات تحكي تاريخا جيلوجيا موغلا في القدم. كان سبب متعتي بهذا الفراغ هو اختلافه عن المألوف الذي تعودنا عليه ونراه كل يوم، فمسقط محاطة بالجبال من كل صوب والرمال نمر عليها بكرة و عشيا، ولكن الفراغ و الهدوء أبعد ما يكونان عن هذه العاصمة .

أعجبني الهدوء، فقد كانت الأفكار و الأحلام سهلة التحقيق و المنال، وكنت أحقق في ذهني مشروعا لأتبعه بآخر اكبر منه دون كبير جهد مني، ولكنني لم أكد أذهب في هذه الأفكار بعيدا حتى قطع علي مشهد الحادث حبل أفكاري و أعادني بسرعة إلى أرض الواقع! كان الذي رأيت هو المشهد الأخير فقط لهذا الحادث المروع الذي علمت فيما بعد بأنه وقع قبل بضعة أيام. أوقفت السيارة بقرب الموقع و اقتربت من حطام السيارة و الشاحنة ... كنت أهاب رؤية الدماء و أتوجس منه، ولكني لم أجد مناصا من الاقتراب لأخذ بعض الصور للإعتبار و ليعتبر غيري ... بالمشهد طبعا لا بالتفاصيل التي لا أعلمها.

أخذت الصورة الأولى و أتبعتها بالثانية ثم الثالثة ... و فجأة قطع صوت أنثوي حبل أفكاري و انتزعني انتزاعا مما كنت فيه، قالت: "لا تصور ... أريد أمر"!

ومرة أخرى أهبط إلى أرض الواقع بعدما كنت غارقا في أفكار أشد حلكة من سواد الليل متخيلا ما أصاب ضحايا هذا الحادث ... غير أن الصدمة هذه المرة كانت مختلفة عن الصدمة التي سبقتها، فقد كانت لجمال المشهد لا بشاعته، فأنا لم أتصور قط أن تنجب هذه القفار القاحلة اليابسة شيئا بهذا الحسن و البهاء الذي ظهر جليا واضحا من خلف "البرقع" الذي فشل تماما في إخفاء ما وراءه، وكأنه سحابة فشلت في منع أشعة الشمس من الأرض، أو ككف تحاول الحفاظ على ما فيها من ماء دون أن تسعفها فراغات الأصابع! كانت نظرتي الأولى والوحيدة، غير أنها كانت كافية لقلب موازين الجمال و القبح التي كنت أؤمن بها قبل تلك اللحظة!

غلبني الحياء فلذت عائدا إلى السيارة لأكمل طريقي الذي بدا أشد قفارا من ذي قبل، و الغريب هو أنني نسيت تماما مشهد الحادث المروع لمشهد أروع منه، فقط لأتيقن بأن وقع الأشياء الجميلة يكون أشد من تلك القبيحة... و دوامها في النفس قد يكون أطول!

ملاحظة: لا أدري حقيقة لم كتبت هذا المقال، أمن أجل الحديث عن الصورة التي التقطتها أم ...!